إلی السيد25.01.18
مر وقت كثير و لم تتلقی أي رسالة مني ، و قد اعتدت حقيقة أن أحسب المسافات و المدة بالأرقام رغم ضعف علاماتي بالرياضات و غبائي المستمر في تقمص هذه المادة ، فمنذ صغري لم أحصل يوما علی علامة مثالية تزيد درجات نجاحي حتی أنقذت نفسي منها لأحقق درجة نجاح خفيفة إلا أنها مشرفة و مناضلة ! إنها عالم الكتابة ، عالم يخلو من كل شيء سوی عبودية الأيام المناضلة و الكلمات .. هنا تكذب و تصدق كذبتك بمجرد أن تكتبها حتی تتحول إلی تاريخ الأنبياء و تمردا علی المجتمع و الدين و الدنيا و حبا للجحيم لأن الجنة مملة .
دعك من هذه المقدمة البلهاء و تعال أحدثك عن شوقي و اشتياقي و شقائي .. أشتاقك كأنك تبعد ألف عام و هذا يحزنني فما عادت القهوة و فناجينها و أصدقاء الدنيا تسعدني و تنسيني حنيني ، فقد بلغ بي الأسی حده الأقصي حتی صرت أهرب من طيفك بالنوم في أوقات غير أوقاته و مدة غير محددة ، كأنك بوحشتك هذه تسرق مني روحي و أجزائي و تشهيني أن أعشقك أكثر فأصير ملكك ، و أشتهيك حلالي حتی نكون جزءا واحدا .
أذكر أنك كنت تعلم عن عشقي بصمت و كنت أعبد حبك في سكون و قد تلوث هذا الهدوء عندما صارحتني بمعرفتك و رحلت فتركتني علی حافة الموت و الحياة و كلاهما معذب ، فاخترت الصبر علی هذا السراط بضحكاته و بكائه و صبري المؤمن ، و ها أنا مازلت قابعة بنفس المكان ، أشعر بحالة عشق غير طبيعية ، غريبة ترفعني و تعيدني إلی نفس المكان دون ان تحركني فأراقب الأرض تكبر و تصغر و أری طيفك و أفكاري يمتزجان إلی درجة الجنون .
أصبحت أشعر أنه بعد سنواتي ال18 بدأت أحب الكتابة الممزوجة بالعذاب رغم كرهي للدموع و أصوات الحب المتعبة من التفكير فأغمض عيني و أغض النظر و أفكر بعينيك اللتان لا تكفان عن مراقبتي مهما ابتعدت عني و هجرتني ! و مازلت أحفظ خطابهما الساكن فلا أنظر إلی تاريخك الأسود و لا لأي رجل يمر من أمامي لا لطيف الساعة الذي يجري . فأشتاق إليك و أبتسم و أتذكر وصاياك القديمة و أتطلع إلی الوراء حيث كنا معا ، حيث كانت تأخدني ذراعك بحنان و تعلو وجهك ابتسامة بألف معنی فأفهم أنك تجيد التعبير و لا تستعمله مفضلا طريقتك الغريبة في العاطفة .
.
باسم شوق ما بعد الرحيل أنتظر ردك !
مع صبري20.27
وجدان فوزاعي
0 comments:
Post a Comment