نبذة
المشهد الأول
ولد سيدنا يوسف وكان له 11 أخا وكان أبوه يحبه كثيرا وفي ذات ليلة رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، فقص على والده ما رأى فقال له ألا يقصها على إخوته، ولكن الشيطان وسوس لإخوته فاتفقوا على أن يلقوه في غيابات الجب وادعوا أن الذئب أكله، ثم مر به ناس من البدو فأخذوه وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته أن ترعاه، ولكنها أخذت تراوده عن نفسه فأبى فكادت له ودخل السجن، ثم أظهر الله براءته وخرج من السجن ، واستعمله الملك على شئون الغذاء التي أحسن إدارتها في سنوات القحط، ثم اجتمع شمله مع إخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه. سيرته: قبل أن نبدأ بقصة يوسف عليه السلام، نود الإشارة لعدة أمور. أولها اختلاف طريقة رواية قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم عن بقية قصص الأنبياء، فجاءت قصص الأنبياء في عدة سور، بينما جاءت قصة يوسف كاملة في سورة واحدة. قال تعالى في سورة (يوسف): نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (يوسف) واختلف العلماء لم سميت هذه القصة أحسن القصص؟ قيل إنها تنفرد من بين قصص القرآن باحتوائها على عالم كامل
لأن فيها ذكر وقيل.. تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم يوسف وقيل لأن.. من العبر والحكماء ومكرهن، الأنبياء والصالحين، والعفة والغواية، وسير الملوك والممالك، والرجال والنساء، وحيل النسإنها : وقيل ..وفيها ذكر التوحيد والفقه، وتعبير الرؤيا وتفسيرها، فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالاتإلى السعادةسميت أحسن القصص لأن مآل من كانوا فيها جميعا كان . .. ومع تقديرنا لهذه الأسباب كلهالتحم ي.. إنها تمضي في خط واحد منذ البداية إلى النهاية.. نعتقد أن ثمة سببا مهما يميز هذه القصة. اوغلبته ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر ضده الله مضمونها وشكلها، ويفضي بك لإحساس عميق بقهربنعومة وإعجاز بشكل حاسم، لا ينفي حسمه أنه تم يوسف هذا ما تثبته قصة) هِوَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِ(. ولنقسمها لعدد من الفصول والمشاهد ليسهل علينا تتبع -عليه السلام- يوسف لنمضي الآن بقصةالأحداث. المشهد الأول من فصل طفوله يوسف: الصبي الصغير لأبيه، وحكى له عن رؤيا يوسف ذهبيا ابنه استمع الأب إلى رؤ. ه بأنه رأى في المنام أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين لهأخبر. رآهاأنا بحدسه وبصيرته أن وراء هذه الرؤية ش -عليه السلام-فلقد أدرك يعقوب . وحذره أن يحكيها لأخوتههم ءها لأخيلذلك نصحه بأن لا يقص رؤياه على إخوته خشية أن يستشعورا ما ورا. عظيما لهذا الغلاما هذفيجد الشيطان من -وشقيقه يوسف امرأة ثانية أنجبت له غير الشقيق، حيث تزوج يعقوب من-الصغير يحدث لم.. يوسفلتحذير أبيه استجاب. ثغرة في نفوسهم، فتمتلئ نفوسهم بالحقد، فيدبروا له أمرا يسوؤهكي لهم يصعب فيه أن يطمئن إليهم ويحأخوته بما رأى، وأغلب الظن أنهم كانوا يكرهونه إلى الحد الذي دخائله الخاصة وأحلامه
المشهد الثاني
ا لَفِي ينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَقَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِ إِذْ. (يتحدثون في أمره يوسف اجتمع أخوةمجموعة أي نحن مجموعة قوية تدفع وتنفع، فأبونا مخطئ في تفضيل هذين الصبيين على) ضَلاَلٍ مُّبِينٍإنه الحقد وتدخل ). ضًافَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْاقْتُلُواْ يُوسُ: (فاقترح أحدهم حلا للموضوع! من الرجال النافعيناطبة أكبر جرائم الأرض ق. الشيطان الذي ضخم حب أبيهم ليوسف وإيثاره عليهم حتى جعله يوازي القتلذا هولماذا . وطرحه في أرض بعيدة نائية مرادف للقتل، لأنه سيموت هناك لا محاله. بعد الشرك باللهن بَعْدِهِ قَوْمًا مِوَتَكُونُواْ (ومن ثم يتوبون عن جريمتهم . ه فيوجه حبه كله لهمحتى لا يراه أبوه فينسا! كله؟صَالِحِينَ). ما الداعي : لفي أعماقه رعبا من القت الله أعماقه بشفقة خفية، أو أثار الله حرك-قال قائل منهم .. ل به بعيداتقطه قافلة وترحستل.. لقتله؟ إن كنتم تريدون الخلاص منه، فلنلقه في بئر تمر عليها القوافل. بعادانهزمت فكرة القتل، واختيرت فكرة النفي والإ. ويتحقق غرضنا من إبعاده.. سيختفي عن وجه أبيهمت نفهم من هذا أن الأخوة، رغم شرهم وحسدهم، كان في قلوبهم، أو في قلوب بعضهم، بعض خير لم يبعد
المشهد الثالث
مة وعتاب دار الحوار بينهم وبين أبيهم بنعو. منه السماح ليوسف بمرافقتهمتوجه الأبناء لأبيهم يطلبون ، وأنت تخاف عليه من أخانا يوسف ؟ أيمكن أن يكون..مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ .. خفي، وإثارة للمشاعردا على لعب؟ وربيننا ولا تستأمننا عليه، ونحن نحبه وننصح له ونرعاه؟ لماذا لا ترسله معنا يرتع وييه، ويعلل أنه لا يأمنهم عل -بطريقة غير مباشرة-ينفي السلام العتاب الاستنكاري الأول جعل يعقوب عليهذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَ: احتجازه معه بقلة صبره على فراقه وخوفه عليه من الذئاب عَنْهُ غَافِلُونَيَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ . .. نحن عشرة من الرجال.. ففندوا فكرة الذئب الذي يخاف أبوه أن يأكلهعي لن يأكله الذئب ولا دا.. فهل نغفل عنه ونحن كثرة؟ نكون خاسرين غير أهل للرجولة لو وقع ذلكللخوف عليه. تهوتتم القصة كما تقتضي مشيئ الله ليتحقق قدر.. وافق الأب تحت ضغط أبنائه
المشهد الرابع
خرج الأخوة ومعهم يوسف، وأخذوه للصحراء. اختاروا بئرا لا ينقطع عنها مرور القوافل وحملوه وهموا بإلقائه في البئر.. وأوحى الله إلى يوسفأنه ناج فلا يخاف.. وأنه سيلقاهم بعد يومهم هذا وينبئهم بما فعلوه.
المشهد الخامس
عند العشاء جاء الأبناء باكين ليحكوا لأبيهم قصة الذئب المزعومة. أخبروه بأنهم ذهبوا يستبقون، فجاء ذئب على غفلة، وأكل يوسف. لقد ألهاهم الحقد الفائر عن سبك الكذبة، فلو كانوا أهدأ أعصابا ما فعلوها من المرة الأولى التي يأذن لهم فيها يعقوب باصطحاب يوسف معهم! ولكنهم كانوا معجلين لا يصبرون، يخشون ألا تواتيهم الفرصة مرة أخرى. كذلك كان التقاطهم لحكاية الذئب دليلا على التسرع، وقد كان أبوهم يحذرهم منها أمس، وهم ينفونها. فلم يكن من المستساغ أن يذهبوا في الصباح ليتركوا يوسف للذئب الذي حذرهم أبوهم منه أمس! وبمثل هذا التسرع جاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به في غير إتقان ونسوا في انفعالهم أن يمزقوا قميص يوسف.. جاءوا بالقميص كما هو سليما، ولكن ملطخا بالدم.. وانتهى كلامهم بدليل قوي على كذبهم حين قالوا: (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) أي وما أنت بمطمئن لما نقوله، ولو كان هو الصدق، لأنك تشك فينا ولا تطمئن لما نقوله .أدرك يعقوب من دلائل الحال ومن نداء قلبه ومن الأكذوبة الواضحة، أنيوسف لم يأكله الذئب، وأنهم دبروا له مكيدة ما، وأنهم يلفقون له قصة لم تقع، فواجههم بأن نفوسهم قد حسنت لهم أمرا منكرا وذللته ويسرت لهم ارتكابه؛ وأنه سيصبر متحملا متجملا لا يجزع ولا يفزع ولا يشكو، مستعينا بالله على ما يلفقونه من حيل وأكاذيب: قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
المشهد الأخير
أثناء وجود يوسف بالبئر، مرت عليه قافلة.. قافلة في طريقها إلى مصر.. قافلة كبيرة.. سارت طويلا حتى سميت سيارة.. توقفوا للتزود بالماء.. وأرسلوا أحدهم للبئر فأدلى الدلو فيه.. تعلق يوسف به.. ظن من دلاه أنه امتلأ بالماء فسحبه.. ففرح بما رأى.. رأى غلاما متعلقا بالدلو.. فسرى على يوسف حكم الأشياء المفقودة التي يلتقطها أحد.. يصير عبدا لمن التقطه.. هكذا كان قانون ذلك الزمان البعيد. فرح به من وجده في البداية، ثم زهد فيه حين فكر في همه ومسئوليته، وزهد فيه لأنه وجده صبيا صغيرا.. وعزم على التخلص منه لدى وصوله إلى مصر.. ولم يكد يصل إلى مصر حتى باعه في سوق الرقيق بثمن زهيد، دراهم معدودة. ومن هناك اشتراه رجل تبدو عليه الأهمية
تابعونا في العدد القادم مع الجزء الثاني من قصة سيدنا يوسف عليه السلام
مريم هواشي عرقوبي
0 comments:
Post a Comment