إن
الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ
أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد
أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه
بسم الله الرحمان الرحيم..
بمناسبة عيد الاضحى جملة مختصرة من أحكامه وفضائله، حرصت فيها أن
تكون جامعة، ومستمدة من الكتاب والسنة
عيد الاضحى : هو أحد العيدين
عند المسلمين (والآخر لعيد الفطر)، يوافق يوم 10 ذو الحجة بعد انتهاء وقفة يوم عرفة،
الموقف الذي يقف فيه الحجاج المسلمون لتأدية أهم مناسك الحج، وينتهي يوم 13 ذو الحجة.
يعتبر هذا العيد أيضاً ذكرى لقصة إبراهيم عليه السلام عندما أراد التضحية بابنه إسماعيل
تلبية لأمر الله لذلك يقوم العديد من المسلمين بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية
بأحد الأنعام (خروف، أو بقرة، أو ناقة) وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل
بيته، ومن هنا جاء اسمه عيد الأضحى.
قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَانْحَر)
وقال تعالى:
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى
للَّهِ رَبِّ الْعَـلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ
الْمُسْلِمِينَ} والنسك الذبح.
وقال تعالى:
{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ
اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاْنْعَـامِ فَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ
وَحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين »
. رواه البخاري5545
فقد ضحى صلى الله عليه وسلّم وضحى أصحابه رضي الله عنهم ، وأخبر أن الأضحية
سنة المسلمين يعني طريقتهم.
مدته: فقد روى أبو داود و الترمذي في سننه أن النَّبيُّ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ قَدِمَ المدينةَ و لَهُمْ يومَانِ يلعبُونَ فيهِمَا «فقال رسول الله
" قدْ أبدلَكم اللهُ تعالَى بِهِمَا خيرًا مِنْهُمَا
يومَ الفطرِ ويومَ الأَضْحَى"»]و أيضا روى الترمذي في
سننه «أن رسول الله قال: "يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا
أهلَ الإسلامِ، وهيّ أيامُ أكلٍ وشربٍ"» فمن هذا الحديث يستنتج أن العيد يومان يوم للفطر ويوم
للأضحى، لكن يلحق بالأضحى أيام التشريق الثلاثة، فيصبح مدته أربعة أيام، ولهذا فأن
جمهور العلماء يمنعون صيام هذه الأيام تطوعا أو قضاء أو نذرا، ويرون بطلان الصوم لو
وقع في هذه الأيام
الغسل للعيد: سنة مؤكدة
عند المسلمين في حق الجميع الكبير، والصغير الرجل، والمرأة على السواء. ويجوز الغسل
للعيد قبل الفجر في الأصح على خلاف غسل الجمعة. جاء في كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي:
يستحب أن يتطهر بالغسل للعيد، وكان ابن عمر يغتسل يوم الفطر، روى ابن عباس، "أن
رسول الله كان يغتسل يوم الفطر والأضحى"
وروي
أيضا أن النبي قال في جمعة من الجمع: "إن هذا يوم جعله الله عيداً
للمسلمين، فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه، وعليكم بالسواك"
رواه ابن ماجه في السنن. ويستحب أن يتنظف، ويلبس أحسن ما يجد، ويتطيب، ويتسوك
صلاة العيد: من السنة أيضا يوم العيد أن يشارك المسلمون
جميعاً في حضور صلاة العيد. روت أم عطية: أمرنا رسول الله ـ ـ أن نخرج في الفطر والأضحى
العواتق والحيّض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين.
ويصف
لنا جابر بن عبد الله صلاة العيد مع الرسول فيقول: «شهدت مع رسول الله الصلاة يوم العيد
فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة. ثم قام متوكأ على بلال فأمر بتقوى الله
وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال "تصدقن
فإن أكثركن حطب جهنم" فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت: لم يا رسول
الله! قال "لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير" قال: فجعلن يتصدقن من حليهن
يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن.
ويسن
كذلك أن يذهب إلى صلاة العيد من طريق، ويعود إلى بيته من طريق آخر؛ لتكثر الخطوات،
ويكثر من يشاهده فعن جابرقال: "كان النبي إذا كان يوم عيد
خالف الطريق" رواه البخاري.
وصلاة
العيد ركعتان، يكبر في الأولى سبعًا سوى تكبيرة الإحرام يرفع يديه فيها، وفي الثانية
خمسًا سوى تكبيرة القيام وهي من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا
الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) .،
وتجوز جماعة، وعلى انفراد، ووقتها ما بين طلوع الشمس وزوالها. ويجهر بالقراءة فيهما،
ويسن أن يقرأ فيهما بعد الفاتحة بقاف والقمر، أوبسبح والغاشية. ويخطب الإمام بعدهما
خطبتين، يكبر ندبًا في افتتاح الخطبة الأولى تسعًا، ويكبر في افتتاح الثانية سبعًا.
أما حكم صلاة العيد فهي فرض كفاية، وقيل سنة مؤكدة.
صيغ التكبير:
"الله أكبر الله أكبر
الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. ولله الحمد" وهناك
زيادة وهي " الله أكبر كبيرا والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا, وصلى
الله على محمد وعلى أله وصحبه وسلٌم تسليماً كثيرا"
كيفية تقسيم الأضحية في الأكل
والصدقة:
قوله
صلى الله عليه وسلم : ( إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت فكلوا وادخروا وتصدقوا ) هذا
تصريح بزوال النهي عن ادخارها فوق ثلاث ، وفيه الأمر بالصدقة منها ، والأمر بالأكل
، فأما الصدقة منها إذا كانت أضحية تطوع فواجبة على الصحيح عند أصحابنا بما يقع عليه
الاسم منها ، ويستحب أن يكون بمعظمها . قالوا : وأدنى الكمال أن يأكل الثلث ويتصدق
بالثلث ويهدي الثلث .
من بدع العيد:
الزيادة في التكبير على الصيغ الواردة
عن الصحابة كما سبق )1
2) التكبير
بالعيد بالمسجد أو المصلى بالصيغ الجماعية على شكل فريقين يكبرالفريق الأول ويجيب الفريق
الآخر وهذه طريقة محدثة والمطلوب أن يكبر كل واحد بانفراد ولو حصل اتفاق فلا ضير و
أما على الطريق المسموعة يكبر فريق و الآخر يستمع حتى يأتي دوره فهو بدعة.
زيارة
القبور يوم العيد وتقديم الحلوى و الورود و الأكاليل و نحوها على المقابر كل ذلك من
البدع 3)
4)تبادل
بطاقات التهاني المسماة ( بطاقة المعايدة ) أو كروت المعايدة فهذا من تقليد النصارى
وعاداتهم و لقد سمعت شيخنا العلامة الألباني تغمده بالرحمة نبه على ذلك.
ومن معاصي العيد:
1)صيام
يوم العيد وأيام التشريق التي عقبه إلا أنه في أيام التشريق رخص للمتمتع إن لم يجد
الهدي أن يصومها.
لما في
صحيح البخاري 1859عن عائشة و ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قَالَا:"لَمْ يُرَخَّصْ فِي
أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الْهَدْيَ"،وهي
كما روى مسلم في صحيحه 2733عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم قال( أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ)
2)تزين
بعض الرجال بحلق اللحى يم العيد إذ الواجب إعفاؤها في كل وقت وحلقها حرام لما دلت عليه
النصوص الشرعية، وبالتحريم يقول الأئمة الأربعة رحمهم الله.
0 comments:
Post a Comment